Nous utilisons des cookies pour vous garantir la meilleure expérience sur notre site web.
Si vous continuez à utiliser ce site, nous supposerons que vous en êtes satisfait.

  • Visiteur, merci de ne pas poster plus de 5 poèmes par jour. Ceci dans le but d'améliorer la visibilité du site.

الرجل ذو الظل الأخضر

#1
نعيش معكْ
نسير معكْ
نجوع معكْ
و حين تموت
نحاول ألاّ نموت معك!
و لكن,
لماذا تموت بعيداً عن الماء
و النيل ملء يديكْ؟
لماذل تموت بعيداّ عن البرق
و لبرق في شفتيك؟
و أنت وعدت القبائلْ
برحلة صيف من الجاهليةْ
و أنت وعدت السلاسل
بنار الزنود القويهْ
و أنت وعدت المقاتل
بمعركة.. ترجع القادسيهْ

نرى صوتك الآن ملء الحناجر
زوابع
تلو
زوابع..
نرى صدرك الآن متراس ثائر
و لافتة للشوارع
نراك
نراك
نراك..
طويلاً
.. كسنبلةٍ في الصعيد
جميلاً
.. كمصنع صهر الحديد
و حراً
.. كنافذة في قطار بعيد..
و لستَ نبياً,
و لكن ظلّك أخضر
أتذكر؟
كيف جعلت ملامح وجهي
و كيف جعلت جبيني
و كيف جعلت اغترابي و موتي
أخضر
أخضر
أخضر..
أتذكر وجهي القديم؟
لقد كان وجهي يُحنَّط في متحف انجليزي
و يسقط في الجامع الأموي
متي يا رفيقي؟
متى يا عزيزي؟
متى نشتري صيدليهْ
بجرح الحسين.. و مجد أمية
و نُبعث في سدِّ أسوان خبراً و ماء

و مليون واط من الكهرباء؟
أتذكر؟
كانت حضارتنا بدوياً جميل
يحاول أن بدري الكيمياء
و يحلم تحت ظلال النخيل
بطائرة... و بعشر نساء
و لستَ نبياً
و لكن ظلّك أخضر
نعيش معكْ
نسير معكْ
نجوع معكْ
و حين تموت
نحاول ألاّ نموت معك!
ففوق ضريحك ينبت قمحٌ جديد
و ينزل ماء جديد
و أنت ترانا
نسير
نسير
نسير.